رحلة الغرق
كانت هناك فتاة لا تملك إلا أخوها الأكبر بعدما فقدت عائلتها في الحرب , اسم الفتاة جومان عمرها 13 سنة وأخوها 15 سنة فكانت الفتاة تحبه كثيرا ولا تستطيع الابتعاد عنه ولو لحظة لذلك تحاول تقديم الأفضل له وفي يوم من الأيام قررا أن يقوما برحلة في البحر بواسطة زورق تركه لهما أبوهما فركبا معا و انطلقا إلى الأفق البعيد لكن لسوء الحظ بدأ الزورق بالغرق عندما أصيب المحرك بعطل و بسام كان يجيد السباحة لذلك سبح حتى وصل إلى رمال البحر وظن أن أخته وراءه ولكن عندما وصل نظر إلى خلفه فلم يجدها وبدأ بالصراخ والبكاء و تجمع الناس حوله وعندما سألوه عن السبب اخبرهم بالقصة و عجز الجميع عن مساعدته لأنهم خافوا على أرواحهم .
وبالصدفة مرة باخرة بجانب الفتاة و رآها احد الركاب واخبر الضابط مباشرة وأرسلوا لها الإنقاذ ثم أنقذوها وكانت في حالة غيبوبة و بعد أن استيقظت بدؤوا بطرح الأسئلة عليها و كانت تجيبهم بلا اعرف أو نسيت و عندما سألوها عن اسمها قالت لهم نسيت أيقنوا أنها فاقدة لجزء من ذاكرتها فقط وعندما وصلوا إلى ميناء المدينة المجاورة تكفل الضابط برعاية جومان وقد أعطاها اسما مستعارا حتى تستعيد ذاكرتها وهذا الاسم هو ميساء وفي فترة بقائها معه عرف أن لها أخا وفي يوم من الأيام ظهر إعلان في التلفاز يخبر بأن فتاة غرقت وان أخوها يبحث عنها ومتشوقة لسماع ولو خبر سيء عنها المهم أن يعرف كيف هي أخته وما أخبارها ثم في نهاية الإعلان ظهر رقم هاتف المركز المختص في البحث عن المفقودين وسجل الضابط الإعلان لكي يعرضه على جومان وعندما شاهدت ميساء الإعلان أكدت للضابط أن ذلك الشخص تعرفه حق المعرفة وان صورته ليست غريبة عليها و عندها فرح الضابط كثيرا لسماع ذلك الخبر ثم اتصل بهم واخبرهم أن الفتاة بحوزته وقال لهم أيضا انه وجدها في البحر وهي مغمى عليها واخبروه عن مكان تواجد بسام أخيها فهو كان يرقد في مستشفى لأن حالته تدهورت عندما سمع بعض الإشاعات من أناس يقولون أن أخته غرقت وماتت وفي صباح الغد سافر الضابط ومعه ميساء للبلدة المجاورة لهم وذهب إلى المستشفى الذي يرقد فيه أخوها فذهبت جومان مسرعة إلى الغرفة التي يرقد فيها أخوها أما المركز فقد تركوها مفاجأة لبسام حتى تتحسن حالته عندما يرى أخته .
فاقتربت جومان من الباب لكي تفتحه لكنها كانت متوترة وخائفة أن يقول ذلك الفتى انه ليس أخوها فكل شيء متوقف على رأي ذلك الفتى , ففتحت جومان الباب ووجدته نائما فصرخت بصوت عال والدموع تملأ مقلتيها < هل أنت أخي بسام ؟>
فاستيقظ الفتى ودقق النظر جيدا في تلك الفتاة لأنه ظن في البداية انه يحلم ولكن أيقن انه لا يحلم فانهمرت دموعه من تلقاء نفسها وفي تلك اللحظة استعادة جومان ذاكرتها وأسرعت إلى حضن أخيها الذي اشتاقت إليه كثيـــــــــــــرا وبسام كان ممتنا جدا للضابط الذي أعاد جومان إليه والمركز كافأه بجائزة مالية كبيرة وهذا هو جزاء فاعل الخير
ثم عاد بسام وأخته إلى منزلهم و دار بينهما الحوار التالي
*عزيزتي ميساء لقد اشتقت لكي كثيرا
* وأنا كذلك يا أخي الغالي أتمنى أن لا نفترق لأنني لا استطيع العيش من دونك أخي
*وأنا أيضا يا أختي هذا ما أتمناه. وأنا أعدك بأنني لن أتخلى عنك مهما كان السبب
* احبك يا أخي أنت أغلى ما املك في الدنيا بعد موت والدينا
*وأنا احبك أكثر أنتي روحي
هذه هي قصة بسام و جومان أتمنى أن تكون قد نالت إعجابكم
لأنها من تأليفي انا صديقتكم سوسو من المغرب